مشروع النهضة الجلائية الجديدة

مشروع النهضة الجلائية

أصبح خبر تتويج فريق الجلاء ببطولة الدوري السوري للمحترفين بكرة السلة
وللمرة الثالثة على التوالي واللقب ال26 بتاريخ النادي الأزرق العريق
قديما جدا لدى لكل متابعي وعشاق السلة السورية عامة والجلائية خاصة
وبالفعل أثبت هذا النادي الكبير أنه كان ومايزال مدرسة السلة السورية
الأولى الى جانب شقيقه الاحمر الاتحادي والذي يمر بمرحلة تجديد نتمنى الا
تطول أن المثابرة على هذه الانتصارات المتتالية وبدون أي خسارة هذا الموسم
وتحقيق ثلاث بطولات متتالية أمر ليس بالسهل أبدا ويستحق التفكير والتمحيص
به مليا عن مسببات وعوامل هذا النجاح البعيدة والإستراتيجية منها والقريبة
وأبدا

بالحديث عن الإستراتيجية : فالاستعراض السريع لتاريخ النادي تجد ان الفريق
الذي يحمل الرقم القياسي بعدد مرات الفوز باللقب أذا استثنينا الألقاب
الثلاث الأخيرة ابتعد ولسنوات طويلة عن منصات التتويج (من عام 1979 ولغاية
2006) عانى خلالها ماعانى من تأرجح كبير بالمستوى وعلى فترات :

أولا- بقي بالفترة الأولى منذ ان خرج اللقب منه ينافس على البطولة وبقي يراوح بمكانه دون تحقيق أية لقب .

ثانيا- بدء التراجع المخيف والابتعاد عن المنافسة على القب مع اعتزال اهم نجوم الفريق أنذاك من أمثال بيير مرجانة وجاك باشاياني .

ثالثا- فترة النادي للسنوات الأخيرة ماقبل النهضة الجديدة وكانت الاسوء
بتاريخه وفيها نزل مستوى الفريق لدرجة كبيرة جدا ولم يكن يستعيد مستواه
ألا على شكل هبات وحتى وصل بأحد المواسم لخطر الهبوط الى الدرجة الثانية و
خلال تلك الفترة وحتى ماقبلها أيقن كل أركان وخبرات النادي أنه لايمكن
العودة للعصر الذهبي للنادي وأستعاد عافيتها ألا بإعادة البناء من القاعدة
وصولا الى القمة وهنا بدأت عملية التشييد والتعمير من جديد ونسوا شيء أسمه
المنافسة والبطولة وعملوا وبنوا لفترة طويلة بالقواعد ولسنوات طويلة .

وهنا نتحدث عن الفترة القريبة لمشروع النهضة الجلائية فمنذ موسم
(2003-2004) بدت ملامح وتباشير النهضة السلوية تظهر وحلى الفريق بالمركز
الثاني بعد الجيش البطل والموسم الذي يليه نافس الفريق بقوة على البطولة
وعلى مدى ثلاث سنوات متتالية وكاد في كل مرة ان يحرز البطولة وترافق ذلك
مع استلام رجل الاعمال السيد هاني عزوز رئاسة النادي والتي شكلت اكبر دعم
مادي ومعنوي للنادي و أيضا تطبيق قانون الاحتراف واستعادة نجم الفريق
ميشيل معدنلي بأكبر صفقة تعاقد وطنية تشهدها السلة السورية والتعاقد مع
نخبة من أهم نجوم السلة السورية ورغم كل ذلك لم يحرز الفريق لقب بطولة
الدوري مباشرة ولم تحبط الإدارة بل وصبروا على الفريق وطبعا ذلك مستند على
أسس صحيحة وعلمية لمعرفتهم بالبناء القوي والمتين للسلة الزرقاء وما
يخططون له وما حشدو من إمكانات لتحقيق مايصبون له و زاد الصرف المالي
مابين أعوام (2004-2007) أضعافا مضاعفة عن السابق و تم التعاقد مع افضل
المحترفين الأجانب على مستوى الوطن العربي مثل ( فينست جونز –سماكي وولكر)
وغيرهم حتى طل الفجر الجديد الموعود للسلة الزرقاء موسم (2006-2007) وتم
استعادة البطولة بعد غياب واشتياق طويل ودرجة بعدها البطولات التي ان لن
تعرف النهاية بشرط استمرارية الاهتمام وعلى الدوام بالقواعد

ونال الفريق مرتين لقب وصيف بطل أسيا ومرة المركز الثاني لدورة دبي أقوى
بطولة على مستوى الوطن العربي وأسيا ومايزال يخطط لما هو اهم من ذلك
وبالحديث عن مراحل العمل والتحضير والبناء أستذكر مقولة هامة ومشهورة
للراحل الكبير وأستاذ الاعلام والكلمة عدنان بوظو حين وصف تجربة الكرة
السعودية ومراحل بنائها فقال( في السبعينات عمرت وفي الثمانينات جربت وفي
التسعينيات قطفت) وفعلا وصفت هذه الكلمات وعبرت افضل تعبير عن
الإستراتيجية الصحيحة العلمية والاحترافية التي تعامل بها القائمين عن
الكرة السعودية وصبرهم عليها حتى قطفوا ثمن هذا البناء والصبر أفضل قطاف
وبالفعل هذا ينطبق تماما على سلة الجلاء والتي احتاجت لسنوات من البناء
والتحضير والصبر حتى كانت هذه الثمرة أطيب المذاق وأشهاها لدى كل عشاق
السلة الزرقاء .

» صور تامر حسني الجديدة
» اخبار صفقات النادى الاهلى الجديدة