العنابي يتحدي العناد الأوزبكي

لعنابي يتحدي العناد الأوزبكي
ترقب كبير للقاء طشقند المصيري غداً علي طريق كأس العالم
الفوز يمنح لاعبينا زخماً معنوياً مهماً ويخرجهم من عنق الزجاجة

متابعة - صفاء العبد :
لا خلاف طبعاً
علي أن العنابي سيكون في مهمة صعبة خلال مباراته غداً أمام مضيفه المنتخب
الاوزبكي في الجولة السادسة من منافسات المجموعة الاولي لتصفيات الحسم
الاسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم.
فبعيداً عن النتائج
المتواضعة التي كان قد سجلها المنتخب الاوزبكي ، والذي لم يحقق اي فوز
فيها طوال الجولات الخمس السابقة من هذه التصفيات ، يمكن القول بأن هذا
المنتخب هو من المنتخبات العنيدة والتي لا تستسلم بسهولة أبداً حتي في مثل
هذه الظروف الصعبة التي يمر بها حاليا علي صعيد هذه التصفيات والتي بات
يتخلف فيها بفارق تسع نقاط عن الاسترالي المتصدر وبفارق سبع نقاط عن
الياباني الثاني وبفارق ثلاث نقاط عن البحريني والعنابي أيضاً.
الاوزبكي سيكون عنيداً
فمع أن مهمة هذه المنتخب باتت صعبة جداً في اللحاق بالمنافسة علي
البطاقتين المؤهلتين للصعود مباشرة الي نهائيات كأس العالم عن هذه
المجموعة الا انه لابد أن يكون متمسكاً بفرصة بلوغ المركز الثالث الذي
يؤهل صاحبه لدخول الملحق ، وبالتالي إمكانية خوض رحلة تنافسية جديدة يمكن
ان تصل به الي المونديال أيضاً.
والحال هذا يعني أن من الخطأ جدا الاعتقاد بأن العنابي سيواجه فريقاً
مستسلماً أو رافعا للراية البيضاء ، بل العكس هو المتوقع وهو أنه سيواجه
فريقاً يتمسك بفرصة لا تحتمل اي تعثر جديد في رحلة الاياب علي صعيد
منافسات هذه المجموعة.
والامر هذا لابد ان يكون حاضراً في أذهان لاعبينا الذين يجب ألا يستسهلوا
خصمهم أبداً وألا ينظروا اليه من زاوية مباراة الذهاب التي انتهت بفوز
العنابي بتلك الثلاثية النظيفة ، لان المتوقع في مباراة الاياب هذه هو ان
نكون في مواجهة منتخب يقاتل بضراوة ليس بحثا عن فرصة استعادة الامل في
اللحاق بصراع المنافسة هذه من خلال الخروج بالنقاط الثلاث فقط وإنما في
بحثه أيضا عن فرصة استعادة بعض ماء الوجه لا سيما أنه يلعب هذه المرة علي
ارضه وامام جمهوره الذي استاء جداً من نتائجه السابقة التي سجلها خلال هذه
المرحلة المهمة من التصفيات بعد ان كان قد بدأها بقوة عندما شارك المنتخب
السعودي صدارة مجموعتهما الرابعة دون ان يتخلف عنه سوي بفارق الاهداف فقط
في المرحلة الثالثة منها.
احذروا هذه الأسماء
ومثلما سيكون علي لاعبينا التعامل مع هذه المباراة بكل جدية وبكثير من
الحذر ، لا سيما أن الفريق الخصم يضم بين صفوفه اسماء كبيرة من اللاعبين
المعروفين امثال دجيباروف ، الحاصل علي لقب افضل لاعب اسيوي لعام 2008 ،
وماكسيم وكابادزي وغيرهم ، فإننا ننتظر من المدرب ميتسو التعامل مع هذه
المباراة بالطريقة التي تمكنه من امتصاص زخم الاندفاع الهجومي الذي يتوقع
ان يلجأ اليه المنتخب الاوزبكي منذ الدقائق الاولي بحثاً عن فرصة التقدم
المبكر وتحاشيا لتلك الصورة التي دفع فيها ثمنا باهضا عندما سمح للمنتخب
البحريني أن يصيب مرماه في الدقيقة الرابعة والاخيرة من الوقت بدل الضائع
للمباراة التي جمعت بينهما في طشقند خلال الجولة السابقة ليخرج منها
بالهزيمة الثالثة له في المجموعة والثانية علي ملعبه بعد خسارته الاولي
أمام استراليا بهدف وحيد أيضاً.
التركيز علي الدقائق الاولي
والامر هذا إنما يفرض علي العنابي الكثير من الحذر في الدقائق الاولي تلك
من هذه المباراة ، فبقدر ما سيكون لاعبونا قادرين علي الصمود ومن ثم
امتصاص ذلك الاندفاع عبر التركيز علي الجهد الدفاعي المنظم في بداية
المباراة .. بقدر ما ستكون كفتهم هي الراجحة كلما مر زمن المباراة لأن
مرور الوقت دون ان يسجل الخصم سيكون واحداً من اهم الاسلحة التي يمكن ان
يراهن عليها العنابي في هذا اللقاء ؛ لانه سيرفع من وتيرة الضغوط التي
يمكن ان يتعرض لها المنتخب الاوزبكي وبطريقة تؤثر سلباً علي امكانات
لاعبيه وتدفع بهم للتسرع وفقدان التركيز وبالتالي ضعف القدرة علي تنفيذ
الواجبات بالشكل المطلوب.
واذا ما كنا هنا قد ركزنا علي ان المنتخب الاوزبكي لن يكون سهلاً في هذه
المباراة فإن ذلك لا يعني ان كفته هي الارجح فيها من الناحية الفنية ..
صحيح أن في هذا المنتخب اسماء مهمة من اللاعبين الجيدين الذين يتمتعون
بالكثير من المهارات ، الا ان الصحيح ايضا هو ان في العنابي اسماء لا تقل
عنها كفاءة ان لم نقل انها يمكن ان تتفوق عليها في الكثير من التفاصيل
خصوصا اذا ما ارتقت الي مستوياتها الحقيقة التي سبق ان كانت هي الفيصل بين
المنتخبين في مباراة الاياب التي جمعت بينهما في الدوحة في السادس من
سبتمبر الماضي.
ميتسو والحلول المناسبة
ووفقا للتحول الايجابي الذي شهدناه في مستوي العنابي في تجربته الاخيرة
التي تفوق فيها علي المنتخب السوري بهدفين لهدف الاسبوع الماضي يمكننا
القول ان ميتسو كان قد تمكن من ان يضع الحلول المناسبة لبعض الملاحظات
التي سبق أن سُجلت عليه في المرات السابقة.
صحيح ان المستوي هذا لم يصل الي حجم الطموح الا ان الصحيح ايضا هو ان
المنتخب استطاع ان يغادر ، علي سبيل المثال ، حالة العقم التهديفي التي
ظلت تلازمه منذ فترة طويلة .. كما انه اظهر خلال هذه المباراة التجريبية
وتلك التي سبقتها امام منتخب الكويت قدرا جيدا من حُسن التنظيم الدفاعي
اضافة الي انه بات يتمتع بخيارات افضل من سابقاتها وهو ما يمنح المدرب
فرصاً اوسع في تنفيذ المفردات التكتيكية التي يمكن ان يختارها لهذه
المباراة او تلك.
ولعل اكثر ما يهمنا في هذا الجانب هو اننا قد وجدنا ان دفاعات العنابي
كانت قد اظهرت امكانات جيدة من حيث التماسك والصلابة وهو امر يدعو الي
الكثير من الارتياح لانه يلغي كل تلك الشكوك التي كانت تتحدث عن تأثر تلك
الدفاعت بغياب اللاعب المهم عبدالله كوني الذي يخضع للعلاج حاليا بعد
الاصابة التي تعرض لها خلال البطولة الخليجية.
مواجهة هجومية شرسة
ومع ذلك فان ما نأمله من هذه الدفاعات هو ان تكون في وضع افضل من ذاك الذي
كانت عليه امام سوريا والكويت لانها يمكن ان تواجه ضغطاً هجومياً شرساً
جدا في هذه المباراة كونها مباراة مصيرية بالنسبة الي الفريق الخصم الي
جانب كون هذا الفريق يمتلك لاعبين بمهارات هجومية وتهديفية خطيرة.
والي جانب ذلك فإن ما نأمله من لاعبينا في هذه المباراة هو ان يكونوا اكثر
قدرة علي استثمار الفرص التي تتاح لهم .. فالفرص التهديفية في مباراة من
هذا النوع قد لا تأتي بسهولة أو يصعب تكرارها ، وهذا ما يستوجب ضرورة
ترجمتها بالشكل الامثل من خلال التنظيم السليم في التحركات الامامية
وخلوها من التسرع غير المبرر والذي يأتي غالبا بنتائج سلبية.
وفي جميع الاحوال فإن الامر يبقي مرتبطا بعمق القراءة التي وصل اليها
ميتسو بشأن امكانات المنتخب الاوزبكي وبمدي نجاح خياراته التي سيحددها
لمثل هذه المباراة المهمة جداً علي صعيد هذه التصفيات إذ يفترض ان يكون قد
اطلع علي كل التفاصيل التي تتعلق بقدرات لاعبي هذا المنتخب وبالاسلوب
الامثل في مواجهته وان يجتهد كثيرا في تحديد الواجبات وتوزيع جهد اللاعبين
علي مدي شوطيها ، مستفيدا في ذلك ليس من تجربتيه الاخيرتين أمام الكويت
وسوريا وإنما إيضا من المباريات التي خاضها العنابي في البطولة الخليجية
بمسقط لان كل ذلك يدخل فيما يمكن ان نسميه بمرحلة الاعداد الاوسع للتصفيات
الحاسمة هذه ؛ ولا سيما بالنسبة الي هذه المباراة والمباراة التي ستليها
امام البحرين يوم الاربعاء المقبل لانهما هما من يقرر مصير العنابي مع هذه
التصفيات.